ملاحظة:
تم تصميم المقالة الطبية هذه بلغة طبية بسيطة لكي يستطيع غير المختص الاطلاع عليها وفهمها ، وتذكر إن كان لديكم مشكلة صحية تتعلق ببق الفراش أو الأمراض التي تسببها هذه الحشرات ، أو أحد أقاربكم يمكننا تنظيم استشارة عن بعد مع فريق داويني للتداوي عن بعد ، حيث تجدون في نهاية المقالة طريقة التواصل معنا لحجز موعد مع فريق الاستشارات الطبية المعتمد من قبل مجموعة داويني للصحة الرقمية .
الحشرات والجراثيم والمواد الضارة في الفِراش وطرق التخلص منها:
- يقضي الإنسان ثلث حياته تقريباً في السرير، لذا فمن الطبيعي أن يرغب أن يكون سريره جذاباً ومُريحاً وصحياً، ولكنْ للأسف يمكن أن توجد في الفِراش كائنات وعوامل ضارة بالصحة، بل مُـمْرِضة، وهي تتمثل فيما يلي:
1- بَقّ الفِراش أو الفُسفُس Bed Bugs.
2- عُثّ غبار المنزل House Dust Mites.
3- فُطور وجراثيم Fungi and Bacteria.
4- وَبَغ الحيوانات Pet Dander.
5- مركبات عضوية طيارة Volatile Organic Compounds.

1- بَقّ الفِراش أو الفُسفُس:
- هو حشرات طفيلية بحجم 5 – 4 مم، تبيض أنثاها 10 – 1 بيضات يومياً، و 500 – 200 بيضة في حياتها، وهي لا تطير، بل تزحف في الفراش والملابس وعلى الأرض والسقف، ويمكن أن تُحمَل داخل الأغراض الشخصية، وقد يصل عددها في الفراش الواحد ألفي بقة، وهي تلدغ المناطق المكشوفة من جسم الإنسان، عادة في الليل، بِغَرس مخروط صغير في الجسم لمدة 10 – 3 دقائق لتتغذى على دمه، ويمكنها أيضاً أن تتطفل على الحيوانات الأليفة والدجاج. ويسبب بق الفراش حساسية تتجلى بحكة وطفح جلدي واحمرار بمساحة 5 – 2 مم، وقد تظهر بثرة بارزة، كما قد يشعر بعض الأفراد بتعب أو يصابون بحمى، وتستمر الأعراض دقائق إلى أيام؛ والعلاج يتم بمضاد حساسية (مضاد هيستامين) وكورتيزون، ويتطلب القضاءَ على بق الفراش المسبب؛ والتدابير المطلوبة هي غسل الملابس في درجة حرارة عالية، وتكنيس الفراش والسجاد بمكنسة كهربائية ورمي القمامة المحتوية عليه موضوعةً في كيس محكم الإغلاق. إن بق الفراش يمكن أن يظهر في أي منطقة من العالم، والتخلص من انتشاره صعب نظراً لأنه يمكن أن يبقى دون تغذية مدة 70 يوماً، وبعض الـمَراجع تشير إلى أن هذه المدة يمكن أن تصل حتى 300 يوم. وقد حملت لنا الأخبار مؤخراً عن معاناة كبيرة جداً لسكان العاصمة الفرنسية باريس من بق الفراش، يتعذر على السلطات التخلص منها.
2- عُثّ غبار المنزل:
- هو كائنات تشبه القُرَاد Ticks صغيرة جدا” لا ترى بالعين بحجمِ 0,3 – 0,2 مم، ومتوسِّطِ دورة للحياة تبلغ 100 – 65 يوما”، وتضع أنثاها ما بين 100 – 60 بيضة في الأسابيع الخمسة الأخيرة من حياتها، وتنمو وتنتشر بكثرة في البيئات الرطبة والدافئة، لا تلدغ، بل تتغذى على خلايا الجلد البشرية الميتة، التي تتساقط بشكل طبيعي من جلد الإنسان بأعداد تبلغ بضعة مئات الألوف. ويوجد عُثّ غبار المنزل في جميع أنحاء العالم، إلا أنه أكثر شيوعاً في المناطق الرطبة والدافئة. ويسبب عث غبار المنزل حساسية تتجلى باحتقان أنف واحمرار عينين يعد الاستيقاظ وبعُطَاس، وترتبط بتطور الربو وبشدته، حيث تساهم في 90 – 60% من حالات الربو. وقد تم العثور على مسببات عث الغبار في أوروبا في حوالى 68% من المنازل، ويرتفع هذا المعدل في الولايات المتحدة الأمريكية حتى حوالي 84% من الحالات؛ وبالطبع لا توجد مثل هذه الدراسات في بلادنا. وللتخلص من عث غبار للمنزل قدر الإمكان يوصى بالتقليل من رطوبة غرفة النوم ورطوبة المنزل عموماً بترك النوافذ مفتوحة، وخاصة في الجو الرطب والحار، أو على الأقل تكرار التهوية، كما يوصى بإغلاق باب الحمام عند الاستحمام وتهوية الحمام بعد ذلك، ويوصى أيضاً بغسل الشراشف والأغطية بانتظام، وتعريضها للشمس، وتنظيف الفراش بمكنسة كهربائية إن أمكن.

3- الفُطور والجراثيم:
- الفُطور أو الفُطريات هي أحياء دقيقة حقيقية النواة وَحيدة الخلية أو متعددة الخلايا، يمكن أن تكون خمائر أو عَفَناً أو مزيجاً من كلا الشكلين. وأما الجراثيم فهي أحياء دقيقة وحيدة الخلية ولا تحتوي على نواة.
تشكل الفطور مشكلة كبيرة للفراش إذا كانت غرفة النوم رطبة ودافئة ومظلمة؛ وبالإضافة إلى الرطوبة والدفء والظلام فإن عَرَق الإنسان يشكل أيضاً بيئة مناسبة للفطريات، علماً بأن الإنسان يُفرِز العَرَق في الحالة السوية بكميات كبيرة سنوياً، يمكن أن تصل حتى مائة لتر. وقد تتسبب الفطور بطفح جلدي وحكة وربو وصعوبات تنفسية. ولهذا يوصى بتهوية غرفة النوم جيداً بهواء بارد وتعريض الشراشف وأغطية الفراش للشمس، أو للضوء على الأقل.
ومن ناحية أخرى فإن الجراثيم يمكن أن تنمو وتتراكم بكميات كبيرة على شراشف وأغطية الفراش بِـمُضيّ الوقت إذا لم يتم تنظيفها بانتظام؛ فبعد مضيّ أربعة أسابيع دون غسل قد تحتوي الشراشف والأغطية على ملايين الوَحدات المكوِّنة للمستعمرات الجرثومية؛ والأنواع الجرثومية التي يمكن أن توجد هي: العُصَيات السلبية الغرام والعصيات الإيجابية الغرام والـمُكَوّرات الإيجابية الغرام؛ وبعض هذه الجراثيم يمكن أن تسبب العدوى، في حين أن بعضها الآخر أقل ضرراً. ويمكن أن تتجلى العدوى بحساسية جلدية… ولهذا فإنه ينبغي الحفاظ على نظافة الفراش وتقليل التعرض للجراثيم، وذلك بغسل الشراشف وأغطية الفراش، بما في ذلك غطاء الوسادة، مرة واحدة على الأقل في الأسبوع. ويجب ألا ننسى أن ممارسات النظافة الجيدة، مثل الاستحمام قبل النوم وتنظيف الفراش بعد المرض…، يمكن أن تساعد في تقليل وجود الجراثيم في بيئة النوم.
4- وَبَغ الحيوانات:
- هو القُشَارة التي تتألف من خلايا الجلد التي تُفرِزها الحيوانات الأليفة ذات الفراء أو الريش، مثل القطط والكلاب والأرانب والطيور وما إلى ذلك. ويمكن أن يسبب وبغ الحيوانات الأليفة حساسية تتجلى بالتهاب جلد تماسّيّ أو طفح جلدي أو إثارة ربو لدى الشخص. وأفضل طريقة لإدارة حساسية الحيوانات الأليفة هي عدم ترك الحيوانات الأليفة تسرح وتمرح على السرير، بل في غرفة أخرى، وتقليل أو تَجنُّب التماس معها وإبعادها عن الشخص الذي يعاني من حساسية، وعن الأثاث. ويجب تنظيف الأثاث فوراً وبشكل متكرر في حال تماس الحيوان معه، كما يجب غسل اليدين، وحتى الاستحمام، إذا كان هناك اتصال مباشر بالحيوان.
وننوِّه بأن الكلاب هي مصدر للقُرَاد والقطط مصدر لبراغيث القطط.
القُرَاد الذي يمكن أن يتطفل على الكلاب يمكن أن ينتقل إلى الإنسان بالتماس، ويمكن أن يكون حاملاً لجرثومة البوريلية Borrelia التي تسبب لديه بدورها داء لايْم Lyme disease الذي يتجلَّى بظهور بقعة حمراء حول مكان تَوضُّع القُرَادة، وبالتهاب غدد ليمفية، وحتى خمسة أشهر بعد ذلك تظهر اضطرابات عصبية وأذيات قلبية وآلام عضلية والتهابات مَفصِلية وشلل للأعصاب الوجهية.
وأما أجسام براغيث القطط فيمكن أن توجد فيها، وفي لعاب القطط أيضاً، جرثومةُ البَرْتونيلة Bartonella التي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق الخدش، وتسبب لديه داء خدش القطط Cat scratch disease الذي يتجلى بتَرفُّع حَروري وتورُّم للغدد الليمفاوية في العنق وتحت الإبط.
5- المركبات العضوية الطيارة:
- خلال الأربعين-الخمسين سنة الأخيرة انتشرت في سورية الفُرْش (الـمَرتَبات) الحديثة الجاهزة التي عُرِفت باسم “سليب كومفورت” Comfort Sleep. وهي فُرش مريحة أخذت تَحل تدريجياً محل الفرش الصوفية التقليدية التراثية الممتازة والتي تتطلب اهتماماً وجهداً كلّ سنة. وتُصنَع معظم الفرش الحديثة من رغوة عديد اليوريتان Polyurethane foam والفينيل Vinyl واللاتِكس الاصطناعي Synthetic latex والقطن ومثبطات اللهب Flame retardants (باعتبار أن بعض الـمُكوِّنات سهلة التطاير)، وهناك أيضاً مُكوِّنات كيميائية أخرى. وهذه المكونات الاصطناعية مجتمعة منخفضة التكلفة نوعاً ما، ولهذا فإنها تستخدم على نطاق واسع لصنع الفرش الجاهزة، إلا أنها للأسف يمكن أن تمثل مشاكل خاصة لصحة النائمين وللبيئة بإطلاقها مركبات عضوية طيارة مؤذية للصحة، وخاصة في حال ارتفاع درجة حرارة الفِراش، وغالباً ما يستجيب الجسم لانبعاث المركبات العضوية المتطايرة الضارة من الفراش بألم في الرأس، ويختفي هذا الصداع بعد الابتعاد عن المصدر، وتشمل تلك الاستجابة أيضاً الغثيان والدوخة والربو والحساسية…
وكبديل عن مُكوِّنات الفرش الضارة المذكورة تُستخدَم مواد طبيعية آمنة كاللاتِكس الطبيعي والصوف كمثبط للَّهب…؛ والفرش المصنعة من هذه المكونات الآمنة والصديقة للبيئة تمثل خياراً أنسب يوصى به، وإن كان أعلى تكلفة.